ما يحدث في القدس.. قضية أمة أضاعتها الفضائيات

من طرف أحمد الشاعر الجمعة نوفمبر 20, 2009 2:06 am

ما يحدث في القدس.. قضية أمة أضاعتها الفضائيات
الخبراء والجماهير والعلماء يستنكرون التجاهل الإعلامي للأحداث الإجرامية بالمسجد الأقصي أصابتهم البلادة الإعلامية.. وناموا في العسل مع الحفلات الراقصة والماجنة

أجمع علماء الدين وخبراء الإعلام والجماهير علي أن وسائل الإعلام متخاذلة ومقصرة لدرجة كبيرة في تغطيتها لأحداث المسجد الأقصي الأخيرة في الوقت الذي تابعت فيه نقل الأحداث التافهة والكليبات الفاضحة.
في البداية قال أحمد إبراهيم مراقب جودة: وسائل الإعلام ما هي إلا مرآة للمجتمع تعكس كل ما يدور فيه سياسياً واجتماعياً واقتصاديا ولا يستطيع أحد أن يقول عكس ذلك فالمفترض أن تلتزم وسائل الإعلام بكل أشكالها وأنواعها الحيادية التامة في نقل وتغطية الأحداث التي تحدث سواء داخل مصر أو خارجها وتولي الأهمية الكبري للأحداث العربية والإسلامية لكنها مع كل أسف لا تقوم بهذا الدور فهي تفرد صفحات ومساحات كبيرة علي شاشاتها لأحداث ومناسبات أقل ما توصف به أنها تافهة وتتجاهل أحداثاً عظيمة وجليلة.
تجاهل إعلامي
أشار مصطفي سعد مهندس إلي أن هذا التجاهل الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الحكومية له مبرراته وأسبابه التي قد تبدو منطقية فالإعلام لايريد حقن الناس وحشدها لأن هذا الحشد والاحتقان قد يترتب عليه أحداثاً سلبية تضر الجميع ولن تفيد المسجد الأقصي لذلك يمكننا القول خيراً ما فعلت وسائل الإعلام المصرية.
نقل الحدث
أكد محمود الراوي محامي علي عدم رضائه علي نقل وسائل الإعلام المصرية الرسمية لما يجري بالقدس وما يفعله الصهاينة بمسجدنا الأقصي لكنه راض تمام الرضا علي تغطية وسائل الاعلام المصرية الخاصة والعربية لأحداث الأقصي فقد تسابقت في نقل الحدث أولاً بأول وأعطته المساحة المطلوبة من التحليل وكشفت الألاعيب الصهيونية لعله يفيق أحد أما وسائل الإعلام المصرية الرسمية فهي في غيبوبة عما يحدث بالأقصي.
حفلات الغناء
واستنكر محمد فاروق المحامي تجاهل وسائل الإعلام لأحداث الأقصي رغم ان هذه القضية تخص كل المسلمين علي وجه الأرض ووصفها بالمقصرة في هذا الصدد بينما تسابقت في نقل حفل غناء هيفاء وهبي أما الأقصي فلا مساحة له عندها ولا عزاء لكل المسلمين.
سلاح خطير
ووافقه الرأي محمود عبدالعزيز قائلا: مهما دعت وسائل الإعلام أنها لا تريد حقن الناس وحشد مشاعرهم لأن تغطيتها لأحداث الأقصي سوف تؤذي مشاعر المسلمين بلا فائدة وحجتهم في ذلك ان الاعلام لن يغير شيئا فهذاخطأ ويمكن الرد عليه لأن الإعلام سلاح خطير لكنه فعل الكثير. وأنهي حديثه قائلا: إن القائمين علي وسائل الاعلام شغلوا أنفسهم بالكليبات الفاضحة والأفلام الخليعة التي تضر أكثر مما تنفع ونسو أم القضايا وهو أقصانا وكأنهم أصبحوا متواطئون ويفعلون ذلك عن عمد لذلك أود تنبيهم الي أهمية الالتزام بالحيادية ونقل الحدث بكل شفافية لخدمة الأقصي وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي.
قضايا حساسة
أوضح الدكتور جمال النجار استاذ ورئيس قسم الصحافة والاعلام بجامعة الأزهر أنه لم يعد يوجد أحد يتجاهل أي قضية من القضايا المطروحة خاصة القضايا ذات الجذور الحساسة الضاربة في التاريخ كمشكلة الحفريات تحت الأقصي فهذا التجاهل يدل علي غياب الوعي لدي الاعلام المصري وضعف الدور المصري في المنطقة كما أنه يدل علي تراجع المهنية الاعلامية المصرية أمام بعض الفضائيات العربية واعتقد أنه لا توجد توجهات سياسية لأن الاعلام لم يعد في قبضة الحكومة كما كان في الماضي فهناك مساحة كبيرة من الحرية ففي مصر اليوم اكثر من 60 اصداراً صحفياً واكثر من 20 قناة فضائية لكن هذا التخاذل وهذا التشويش من قبل وسائل الاعلام المصرية تجاه قضية الأقصي يدل علي ضعف القائمين علي وسائل الإعلام وأنه لم يعد يواكب الاحداث وهذا ما جعل الجماهير تنفض عنه وتلجأ للقنوات العربية لذلك من هنا ندق ناقوس الخطر ونناشد الاعلاميين المصريين ان يستعيدوا دورهم وأن يعودوا الي ريادتهم الماضية.
صفيح ساخن
واضاف: قضية الأقصي اليوم اصبحت علي صفيح ساخن والاعلام سلاح خطير لا يجب الاستهانة به لأنه بامكانه فعل الكثير والكثير اكثر مما تفعله الحروب.. ألم يأن للإعلام المصري ان تحتل هذه القضية موقع الصدارة وهو مؤهل لذلك ولديه الكفاءات والكوادر الاعلامية التي تسيطر علي وسائل الاعلام العربية لأنه بضياع الأقصي ضاعت القضية الفلسطينية لذلك لابد من العمل في حقله علي كل المستويات.
تفريط.. وتفريط
أكد الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: علي أن المسجد الأقصي هو أرض الإسلام عموما وفي فلسطين وغيرها أمور لا يعطها حكام المسلمين حقها فكان الواجب يوم ان استولي اليهود علي فلسطين ألا تهدأ عين المسلمين حتي يحرروا الأرض ويحرروا المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين لكني لست أدري هل يخاف حكام المسلمين اليهود أم أنهم لا يعرفون أن الواجب علي المسلم ان ينصر أخاه المسلم.. لقد فرطنا كثيرا وكثيرا في حق أقصانا وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل رحنا يقتل بعضنا البعض ويضطهد بعضنا البعض.. إن الواجب علينا أن نحمي أرضنا وحرمة كل مسلم وأن نحمي أرض الاسلام وأرض فلسطين والمسجد الأقصي خصيصا لكن هل اذا تكلمنا وصرخنا سوف يستجيب أحد لقد اصبحنا لو تكلم متكلم منا أو تحرك متحرك اتهم بالخيانة والتطرف.
مؤامرة كبيرة
واضاف: ان المؤامرة علي المسجد الأقصي منذ زمن طويل ولم يتحرك للمسلمين ساكنا والمؤامرة علي المسلمين باتت في كل شيء في مجتمعهم وارضهم وتعليمهم ومستوي حضارتهم فهذه مؤامرة قديمة لإزالة تدمر في أصول حياتهم لذلك نناشد الجهات المسئولة ان تكون للإسلام والمسلمين ولأرضنا وكرامتنا.. فمشكلة الاقصي لن تحلها وسائل الاعلام إنما تحل بوحدة المسلمين واتحادهم وقوفهم يداً واحدة في وجه إسرائيل.
ووافقته الرأي الدكتورة أمنة نصير استاذ العقيدة والفسلفة الإسلامية بجامعة الأزهر قائلة: أن البلادة السياسية والإعلامية التي اجتاحت المجتمع العربي والإسلامي علي المسجد الأقصي القبلة الأولي للمسلمين أمر يملأني بالاستفهام والمرارة في الوقت الذي تولي فيه كل الاهتمام لأشياء غير ذات قيمة وليست من جوهر الدين ولا من أوامره المؤكدة أوحتي شبه المؤكدة فهذا الامر ان دل علي شيء إنما يدل علي الاهمال والتعتيم علي ما يجري في قدسنا في الوقت الذي نقتتل فيه حول النقاب وشرعيته وقامت الصحف بفرد صفحات وصفحات له وأتاحت الفضائيات برامج وبرامج فهذا أمر يدعونا الي القول عفا الله عن هذه الأمة التي وصلت الي التراجع والتساهل في أمور جوهرية وانشغلنا بفتنة المسائل الجانبية ففي هذا المشهد يؤكد ما وصل اليه حال الأمة بكل مؤسساتها وإعلامها من تراجع ونسيان كل اسباب القوة التي نفاخر بها في تاريخ هذه الأمة.. أما الأمر الثاني الذي اراه في منتهي الخطورة هو تجاهلنا لفكرة وتخطيط الصهاينة مما جعلنا بحق نجلس دون ان ندري علي مائدة اللئام وطالما وصلنا لهذا الحال المخزي والمهين فلا أمل في انبلاج صبح لهذه الأمة لذلك أتمني ان تفيق وتدرك الأمة هذا التشرذم وهذا التخاذل والتهاون.