الطريق من هنا - الحلقة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على الحبيب الشفيع محمد صلى الله عليه وسلم وبعد ؛
فهذه هي الحلقة الثانية من حلقات" الطريق من هنا " وأعني بالطريق- كما لا يخفي على أحبابي -طريق الله رب العالمين .ولن يستطيع أحد أن يسير على هذا الطريق حتى يصل بسلام إلا إذا علم نهج من ساروا عليه من قبل وأرشدوا إليه حتى وصلوا بسلام وأول من أرشد إلى هذا الطريق هم أبيباء الله تعالى ورسله . فقد أرسل الله تعالى رسله لهداية البشرية ووضع لهم نهج يسيروا عليه .فهذا النهج هو خلاص المسلمين اليوم وهو طوق النجاة من هذا الذل الذي يعم أركان الأمة الإسلامية وهو السبيل الوحيد لجمع شمل المسلمين ولو سلكت الأمة غير هذا النهج فهيهات هيات أن يصلوا هذا النهج هو النهج العصوم لأن الله تعالى هو الذي وضعه .
ما هو هذا النهج ؟ ماهو الطريق؟ ما هو سبيل الخلاص ؟ ما هو منهج الأنبياء في الدعوة إالى الله ؟ ما هي نقطة البداية؟ هذه مجموعة أسئلة لها إجابة واحدة......" دعوة التوحيد " نعم أيها الأحبة . إن السبب الحقيقي وراء تفرق المسلمين وتخلفهم ونزوعهم إلى الدخول في الجماعات والأحزاب والطرق المختلفة هو سبب واحد ألا وهو عدم تعلم الاعتقاد السليم فقد رجع بعض الناس في زماننا هذا إلى عصر الجاهلية من عبادة للأوثان ودعاء غير الله والاستعانة بالأموات فضلا عن سب الدين والاستهزاء بالسنن والتشكيك في المسلمات ، ومن العجيب أن كل هؤلاء ينتسبون للإسلام وسأبين لك . أليس من المسلمين اليوم من يطوف حول الأضرحة والدعاء عندها والتوسل بها أليس هذه الأضرحة حجر - صنم- اتخذه الناس شريكا لله في النفع والضر أليسوا يعتقدون فيهم ذلك فهذه عابدة غير الله وإلا فابالله عليك قلي ما الفرق بين هؤلاء وبين عباد الأصنام على عهد النبوةوالآن . كان المشرون عباد الأصنام يعبدون الأصنام ويعتقدون أنها تقربهم الى الله ؛ نعم كانوا يقرون بوجود الله ويقرون بأن الله هو الذي خلققم ولكنهم اتخذوا معه شريكا يظنون أنه يقربهم إلى الله وهذا الشريك هو الأصنام ومن هنا حم القرآن بكفرهم وهذا ما نقله القرآن عنهم في غير ما موضع على سبيل المثال سورة الزمر (.... ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى..) فهذا إقرار منهم بوجود الله وبأنه هو ربهم وهو الذي خلقهم بعد أن علمت هذا فما الفرق بينهم وبين هؤلاء الذين يطوفون حول الأضرحة من المسلمين ؟
هذا أيها الأحبة مثلا وإلا أنوا الشرك كثيرة والعقائد المنحلة الفاسدة أصبحت منتشرة بين المسلمين تنخر في عظامها وللأسف لا ينتبه لذلك كثير من المسلمين فقد تجد بعض الناس قائمينن على أعمال شركية وهم لا يدرون . فهذا الذي ذكرت كمثال فقط أقرب لكم به ما أقول وسأبين بمشيئةالله تعالى من خلال هذه الحلاقات أنواع أخرى من الشرك منتشرة بين الناس كي يكونوا على حذر منها . ولذلك كانت أول دعوة للأنبياء والرسل هي --- الدعوة إلى التوحيد وأن لا إله إلا الله ---ولك أن تستعرض قصص الأنبياء في القرآن وتنظر ما هي أول دعوة دعى بها كل نبي قومه ؛ أليست: "أن اعبدوا الله وحده " وألفت انتباهكم إلى مثل عجيب يوضح لنا أهمية دعوة التوحيد . انظر الى نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام لما دخل السجن والتقى بالرجلين الذين حبسا معه وسألوه عن أن يفسر لهم الرؤية التي رأوها افنح كتاب الله الآن وانظر في سورة يوسف آية 37 وما بعدها انظر الى سيدنا يوسف كيف يستغل الموقف ليعلم الناس التوحيد وهو في كربه الشديد هذا. لما سألوه أن يفسر لهم الرؤية استغل الموقف ودعاهم إلى التوحيد أولا وقال لهم : يا صاحبي السجن" أءرباب متفرقون خيرا أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إال أسماءا سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان " ثم أجابهم عن رؤياهم . ثم أتركك الآن كي تنظر في هذه الآيات ثم أكمل لك في حلقة قادمة " ما هي شروط كلمة لا إله إلأ الله وما هي نواقضها " فهذا واجب على كل من انتسب الى الاسلام أن يعلم شروط هذه الكلمة هل تعلم شروطها ونواقضها ؟ اختبر نفسك فإن قصرت في معرفة هذا فهذا شأنك وليس لك عذر عند الله تعالى . أسأل الله تعالى لي ولكم السداد ونسألكم الدعاء